نظام العزابة: نشأته ودوره الحضاري في بلاد المغرب
نظام العزابة الذي أسسه وهو من ليبيا، بمبادرة وفكر من عالم جربي بتونس هو الشيخ أبو زكرياء فصيل بن أبي مسور (ت: بين 420-440هـ/1029-1048م)، أنشأه في وادي أريغ بالجزائر، في بداية القرن الخامس الهجري، الحادي عشر للميلاد(05هـ/11م) أبدعه من العدم نظامًا تعليميًا اجتماعيًا شاملاً لشؤُون الدُّنيا والدِّين، وتشاء الأقدار أن يضمحل ويزول من ليبيا بلد المؤسس، ويزول من تونس بلد المفكر، ولكن يكتب الله له الخلود في الجزائر البلد الذي شهد انبعاثه لأول مرة.
إن نظام العزابة لما وضعه واضعاه إنما وضعاه انسحابا من حلبة الصراع السياسي، الصراع من أجل الحكم، من أجل الإمامة، هو انسحاب من طرف واحد إلى العلم بعيدا عن صخب الجيوش وقعقعة السيوف. فهذا هو الهدف الخفي الذي اختفى وراء طلب العلم. سنتدارس محاور هذا الملتقى في ثماني جلسات، وتضم الجلسة الواحدة ستَّ محاضرات، فتلك ثمانٌ وأربعون مداخلة فضلا عن أحد عشر بحثا قَبِلهم المحكّمون، إلا أن اللجنة العلمية رأت اعتمادهم دون إدراجهم في الجلسات، لضيق الوقت وضغط البرنامج.
ستتناول المداخلات التعريف بهذا النظام، وظروف التأسيس والنشأة، وشخصية المؤسس، والدور التربوي لهذا النظام، ثم الأدوار الأخرى: العلمية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والتنظيمية، ودور العزابة في مصارعة الاستعمار، ودورهم في التنمية وفي الأخلاق، دون أن تجهل المداخلات دور المرأة في هيئتها التي اصطلح على تسميتها بـهيئة: "تيمسيريدين". أي تعزابْتْ، العزابية.
فالملتقى سيكون إن شاء الله إضافة نوعية متميزة في تاريخ هذا النظام التربوي العلمي الاجتماعي، وسيفتح آفاقا لدراسات أخرى متميزة تكون سببا في تجذره ونموه وتطوره وتوسعه لينفع الناس: ﵟأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَالَتۡ أَوۡدِيَةُۢ بِقَدَرِهَا فَٱحۡتَمَلَ ٱلسَّيۡلُ زَبَدٗا رَّابِيٗاۖ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيۡهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبۡتِغَآءَ حِلۡيَةٍ أَوۡ مَتَٰعٖ زَبَدٞ مِّثۡلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ وَٱلۡبَٰطِلَۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ ١٧ﵞ ﵝالرَّعۡد : ﵗﵑﵜ