العلاَّمة امحمد بن يوسف اطفيش الجزائري
قطب الأئمة
حياته – جهاده - مواقفه
عرفت منطقة مزاب بالجنوب الجزائري تطورات، وتحولات عميقة في تاريخها الحديث، كانت سببا في إخراجها من عزلتها، بدءا بقدوم العثمانيين، وحكمهم للجزائر، ووصولا إلى الدخول الفرنسي لهذه المنطقة سنة 1299هـ/ 1882م، والذي تزامن مع بروز الشيخ اطفيش، الذي حمل على عاتقه مهمّة إصلاح المجتمع المزابي الإباضي، وتنويره وتجديده على رأس المائة الرابعة عشر من هجرة الرسول الأعظم e .
إنَّ هذه الدراسة تتناول بالبحث شخصية الشيخ الحاج امحمد بن يوسف اطفيش، والتي ظهرت للوجود في فترة هامة جدا من تاريخ الجزائر، تميزت باحتلال الجزائر سنة 1830م، وللجنوب بعد ذلك، وعاصرته إلى قُبيل الحرب العالمية الأولى سنة 1914م، التي تنبأ بها لتلاميذته.
إنَّ من دواعي اِختياري لهذا الموضوع كثرة ذكر أستاذي الطاهر بن علي لهذه الشخصية أثناء محاضراته بالجامعة مُنوها بعلمه الغزير وموسوعيته، وكذا اقتراح زميل الدراسة الأستاذ بشير قليل لي على تناول شخصية محلية مشهورة كالشيخ اطفيش لتوفر المراجع وسهولة الوصول إليها. ومما حفزني أكثر للفصل في اختياري هو إعلان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تسميته للمركز الجامعي بغرداية بجامعة الشيخ اطفيش، أثناء زيارته الرسمية لولاية غرداية يوم 28 ديسمبر2008م إثر الفيضان الكبير الذي أصابها في الأول من أكتوبر 2008م/فاتح شوال 1429هـ، بحيث حرّك في نفسي تساؤلات عن هذه الشخصية المشهورة التي وجدتُ نفسي لا أعرف عنها الكثير، رغم اِنتمائي إلى نفس المنطقة.